Thursday, August 09, 2007

مذكرات مسافر الحلقة الأولى

"محطة مصر"

الطفلة : الله هو آه ده يا ماما !!
الأم : دي يا حبيبتى أسمها محطة الأطر...
الطفلة :الأطر اللى بيقول توت توت.
الأم : أيوه هو ده الأطر.
الطفلة : طيب هو يعنى آه محطة يا ماما!!
الأم :المحطة يا ستى هى المكان اللى بيقف فيه الأطر عشان ينزل المسافرين و يركب مسافرين تانيين...
الطفلة : هو يعنى آه مسافرين !!
الأم : مسافرين جمع مسافر و المسافر هو الشخص اللى بيتنقل من مكان لمكان تانى.
الطفلة : طيب هو لازم أكون ركبه أطر عشان يبقى اسمي مسافر؟؟
الأم : لا يا حبيبتى ممكن تكونى راكبه عربية أو طيارة أو مركبة كمان...
الطفلة : ماما هى الناس بتسافر ليه؟؟
الأم : الناس يا حبيبتى بتسافر عشان حاجات كتير عشان مثلا تتفسح او تدرس او تشتغل.
الطفلة : ماما انا عايزه أركب الأطر ده هتركبهولى امتى
الأم : لما تكبرى يا منامينو

سبحان الله يبدو وكأن أبواب السماء كانت على مصرعيها و استجاب الله دعوتى و انا صغيرة فاليوم أول أيام الدارسة بالجامعات و سأذهب فى مهمة أستكشافيه لكليتى و لظروف ما سأسافر بمفردى ...
رشفت رشفتين من كوب الشاى و هرولت مسرعة لأبدأ رحلتى ...

يبدو أنها ستكون مغامرة حلوة .. رغم أنى سافرت كتيراً فى حياتى لكن كنت دائما أسافر بالسيارة و لم يحدث لى الشرف و سافرت القطار ... كنت أحلم باليوم الذى سأدخل فيه محطة مصر و لقد جاء هذا اليوم المنشود...

ما كل هذه الكتل البشرية اين نحن "فى وسط البلد" ؟؟
يبدو بالفعل أنها ستكون مغامرة رائعة الجمال !!
الناس ألوان يوجد الأبيض و الأحمر و الأسود و فى أناس طبيعيين يرتدون ملابسهم و هناك أناس يشعرون بالحر الشديد و الباقى بين مشاهد أو تائه !!

منى : لو سمحت هو فين شباك التذاكر
راجل : على طول
منى : شكرا... جزاك الله خيرا


الله أكبر أيوجد طابور الصباح هنا أيضا... المهم ألاّ تنفد التذاكر قبل وصولى للشباك. وقفت فى الطابور و أحسست بجو المدرسة غير انه لا يوجد تحية علم ... الحمد لله لقد أقتربت من الشباك.."و يا فرحة ما تمت"

كان هناك ولد يسأل عن تذاكر نفس المحافظة التى كنت ذاهبة إليها و جاء الرد المفجع من رجل ابن حلال.
الرجل ابن الحلال :هنا حجز تذاكر الوجه البحرى فقط الوجه القبلى مش من هنا.
منى : طيب أمال منين.
الرجل ابن الحلال : على طول إنزلى السلم يمين فى شمال يابنتى.
منى : شكرا جزاك الله خيرا

يبدو أن الرحلة ستكون مغامرة حلوة موت و أرجو من الله أن أعود للبيت مرة أخرى...
حجزت التذكرة و لم أفهم منها شئ و بدأت أبحث على أى رصيف يقف قطارى الذى حلمت به منذ كنت طفلة ... و حتى أن وصلت للقطار كنت قد سألت 15 شخص تقريبا لأنى تعلمت أن سؤال شخصا واحدا فى هذا المكان ضار بالصحة و لأن الناس كثيرون... فلا خاب من أستشار و لا ندم من أستخار ... الحمد لله هذا هو القطار المنشود ... كنت كالطفل الذى يستكشف الدنيا من حوله... "أو الصعيدى اللى أول مرة ينزل مصر." جعلت أنظر للقطار من الخارج "سبحان الله ما أسرع الزمان" أقتحمت القطار و كانت العربة هادئة ... قليل من الناس و كثيرمن الكراسى.

رجل ذو بدلة زرقاء : مكيف و لا مميز
منى : نعم!! يعنى ايه؟؟
الرجل : انتي حاجزة مكيف و لا مميز

أسرعت بإخراج التذكرة و تأكدت أنه سيجد فيها الإجابة .

الرجل : شكلك مش عارفه حاجة
منى : صح.

شرح لى طلاسم التذكرة و أجلسنى فى مكانى .. و كان الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه ... فتحت الستار الأحمر و بدأت أشاهد الناس. أمعقول هذا! كل هؤلاء الناس مسافرون .. و ما هذه الشنط الضخمة أهم مسفرون أم مهاجرون و أم معزلون ... لديهم حق من يقولون "فى أزمة سكانية فى مصر..." سبحان الله!! جميع الناس المسافرين رغم أختلاف ثقافتهم و لغتهم و ديانتهم و بلدانهم إلا أنهم يشتركون مع بعضهم البعض فى لقب.. لقب "غرباء" فى المكان الذى هم ذاهبون إليه.. و ربما هذا من أصعب الأشياء فى السفر انك تشعر انك غريب و لكن ما يهون هذا الشعور عليكِ قول الرسول "صلى الله عليه و سلم" :بدأ الإسلام غريب و سيعود غريب فطوبا للغرباء"

نسيت أن أقول دعاء الركوب و دعاء السفر
"بسم لله و الحمد لله سبحان الذى سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون الحمد لله الحمد لله الحمد لله الله أكبر الله أكبر الله أكبر اللهم إنى ظلمت نفسى فغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم إنا نسألك فى سفرنا هذا البر و التقوى و من العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا و أطوى عنا بعده اللهم أنت الصاحب فى السفر و الخليفة فى الأهل اللهم إنى أعوذ بك من وعثاء السفر و كآبة المنظر و سوء المنقلب فى المال و الأهل" اللهم آمين

No comments: