Wednesday, November 21, 2007

ألم

ألم
**

أحيانا كثيرة تشعر بحزن غريب فى أعماقك و لا تعرف كنهه و لكنك تشعر بألم ينبعث من هذا الحزن الغريب و تجد أثر هذا الألم على طاقتك الإنتاجية فلا تقدر أن تركز فى شئ تقرأه و لا فى شئ تكتبه و لا أن تقوم بعمل أى شئ... أنت فقد مشرد الذهب تفكر فى الحزن الذى لا تعرف له سبب واضح و لكنك تشعر به و لا تقدر أن تصفه لأحد إلا من خلال كلمة "أنا تعبان و زهقان أوى" و لو سألك لماذا أو بماذا تشعر كانت إجابتك الصمت و ربما إذا ألح عليك فى السؤال أجبته "لا أعرف" و لكنك تشعر بحزن غريب فى داخلك ...
هذا الألم هو ألم النفس المتعبة المنهكة من مشاق الحياة ... النفس التى كرهت الحياة الرتيبة التى تعيشها منذ أن ولدت ... النفس التى أعياها طول السفر و قلة الزاد و بعد المسيرة ... النفس التى ترى الظلم أمام عينيها فى فلسطين ولا تقدر على الكلام ... و تعلم علم اليقين أنها ستحاسب على ما يحدث لهم و ستسأل بما نصرتهم و عما قدمت لهم و لكنها عاجزة لا تقدر على شئ ... تسير فى دوامة الحياة لا تعرف لها منتهى ... ربما تدعى أحيانا لهم و لكن بقلب لا يرى من الذل مفر قريب و يشك فى النصر المنتظر ...النفس التى ترى عرضها ، كرامتها و حضارتها تدهس بالأقدام فى صور معتقل أبو غريب و لكن تأخذنا دائما الحياة و مطالبها التى لا تنتهى من ملبس و مأكل و دراسة و عمل و لكننا لا ندرك أن الطوفان عندما يأتى لا تفرق بين الناس ... النفس المشتاقة إلى الله و إلى الرسول الكريم (ص) و إلى الجنة التى فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ... الجنة التى وعد المتقين فيها أنهار من لبن و أنهار من عسل ... هى نفس أشتاقت إلى الصحابة إلى أبو بكر و عمر و على و عثمان ... أشتاقت إلى خالقها
فما أجمل ما إشتاقت إليه و ما أقربها منه ... إن شاء الله

منى الشوربجى
23\10\2007

سؤال محرج

سؤال محرج
*****

إذا سألت أحد من هم أصحابك ... أجابك بأسمائهم .. فإذا أتبعت سؤالك السابق بسؤال محرج هو على أى أساس أخترت فلان و فلان ... تجد حينها علامة إستفهام كبيرة على وجه من سألته .. لا لعدم معرفه الإجابة و لكن لعدم فهم معنى السؤال أصلا
حقا إنه سؤال صعب على شباب و فتيات هذا الجيل بالذات
فى هذا الزمان أحيانا كثيرة تفرض على الشباب و الفتيات الكلية التى سيدرسون بها... من الأهل حينا و من مكتب التنسيق حينا آخر ... فكيف له و هو لم يختار مستقبله تطالبه بإختيار أصحابه
دائما أصحابنا هم من يضعهم القدر و تضعهم الدنيا فى مجرى حياتنا ... ربما ننتقى من ضمن مجموعة وضعت أمامنا ما يتناسب مع ظروف حياتنا اليومية ... و كثيرا ما يجيئ نفس القدر الذى وضعهم يأتى ليكشف لنا عن الوجه الآخر لهم .. ليكشف لنا غشهم و خداعهم و لكن دائما يكون هذا فى وقت متأخر
و يجب علينا وقتها عدم سب القدر فنحن من وافقنا على أختياره و كان بإمكاننا أن نختار نحن من نشاء بناء على معايير نضعها نحن مثل القيم و الأخلاق و الهدف المشترك

منى الشوربجى
19\11\2007

Tuesday, November 20, 2007

مذكرات مسافر الحلقة الثانية


"إقرأ وجه أخيك"

بدأ صوت القطار (توووووووت) يشق عنان الهدوء ... و بدأ القطار يتأرجح معلنا بدايه الرحلة ...ثم بدأ يسرع الخطى نحو هدفه
و إذا بى أجد نفسى وحيدة لا أعرف أحد تفحصت وجوه المسافرين فى عربة القطار و بدأت أحاول ممارسة ما تعلمت من أستاذى و معلمى الأستاذ عبد الوهاب مطاوع رحمه الله ...- ولا أعتقد أن هناك أحد لا يعرف هذا الرجل العظيم الذى وهب حياته لتخفيف هموم الناس من خلال بابه المفتوح دائما "بريد الجمعة" فى جريدة الأهرام.- كان يجيد قراءة وجوه الناس و يحلل تعابير وجوههم بدقة متناهيه.
حاولت أن أطبق ما تعلمت منه ...
فهذا رجل بائع متجول يتحسس رزقة من خلال عرض بضاعة لا يحتاجها أحد من الركاب لكنه يحاول جاهدا أن يقنهم بها ... أرى فى عينيه هم إخوانه و أخواته الخمس فهم يتامى و ليس لهم دخل سوى بعض الجنيهات التى يأتى بها أخوهم الأكبر (الرجل البائع) أراه قد تخطى الثلاثين و لم يتزوج بعد و لا يفكر فى الزواج و لكن همه الكبيرهو أن يستر أخواته البنات و يعلم إخوانه الصبيان حتى يصل بهم إلى شط الأمان و الإستقرار و لا يتجرع أحد المر الذى شرب هو منه حتى أمتلئت به بطنه و فاض على وجهه...
و تلك بنت شابة تحمل كشكول محاضرات يبدو أنها مسافرة إلى كليتها فى أول أيام الدارسة ... رأيت فى عينيها حزن عميق و فى قلبها ألم ... و سخط على الأوضاع و الظروف التى جعلتها تسافر كى تدرس على العلم أنها لا تحب كليتها و لكنها أرغمت عليها لأن أباها كان يريد أن يرى نفسه فيها فأدخلها الكلية التى لم ينجح فى دخولها منذ عشرين عاما أو يزيد.
و هذا شاب حاول التغلب على وحدة السفر بالقراءة فى كتاب عن تاريخ مصر القديمة و لكنه من حين لآخر يضع الكتاب جانبا و يلقى نظرة على الطريق من النافذة القريبة منه ربما يحاول المقارنة بين ما يقرأ من أحوال المصريين فى العصر السابق فى الكتاب و بين ما يراه رأى العين أمامه على ضفتى قطبان القطار أرى لسان حاله يقول لم يختلف الحال كثيرا ربما ساء لبعض الناس البسطاء الذين لا يجدون الحياة الكريمة مع ثبات الدخل أو نقصانه و إرتفاع الأسعار كل عام بل كل يوم وزيادة متطلبات الحياة له و لأسرته الصغيرة
الجميل فى قراءة وجوه الناس هى أنك تحاول أن تعيش داخل هؤلاء العظماء - و كما قال الفريد دي موسيه " ­لا شيء يجعل الإنسان عظيماً، غير ألم عظيم" - دون أن ينطقوا بحرف واحد و لكن هناك مشكلتين الأولى هى أنك لن تقدر أن تتحكم فى مركبة عقلك فقد تبحر حتى ما لا نهاية و المشكلة الثانية إنك لا تعرف مدى حقيقة تلك الحكاية المستوحاه من تعبيرات وجوه الناس.
و بعد قراءة وجوه الناس أيقنت أن هناك شئ مشترك ألا و هو هم كبير هم أكبر من الجبال فى وجوه الناس و خوف من مستقبل لا يعلم غيبه إلا الله و أيقنت صدق الكاهن الذى سألوه ماذا تعلمت من أعترافات الناس بين يديك فأجاب إجابته الشهير "تعلمت أن الناس أتعس كثيرا مما نظن".