Saturday, April 04, 2009

البقاء لله يا هالة

منذ يومين و أنا أشعر أن شمس أحد أعرفه سوف تغيب و حين أشعر بهذا الشعور أنتظر رنين هاتفى ليأتى الخبر و لا عجب فى هذا فشعورى لم يخيب ظنى من قبل..
منذ ساعتين أتصلت بى صديقتى علياء لتبلغنى بوفاة والدة صديقتنا هالة و أن غذا سيكون مراسم الدفن و العزاء .. أغلقت الهاتف مؤكدة لعلياء أنى سأسافر معها لكى نكون بجانب صديقتنا هالة .. و بلا وعى أبلغت من طلب منى إبلاغهم بالخبر .. كنت عند الطبيب وقتها و فى طريقى للبيت لم أستطيع أن أمنع عقلى من التفكير و كأن شريط عمرى يمر أمامى تذكرت كل من مات من الأحباب، الأقارب و الأصدقاء .. يوم وفاتهم و العزاء و كلمات الناس أتذكر كل شئ و كأنه أمس .. تذكرت مدرستى اللتى كنت أناديها جدتى "ميس إحسان" كانت أسم على مسمى كانت رمز الحب و الحنان و الأدب و القيم فى حياتى ماتت يوم 10 أكتوبر 1997 و العجب كل العجب أنى مررت ببيتها و الشريط يمر، تذكرت سلسبيل هانى حفنى صديقتى بالمدرسة التى توفت فى طابور الصباح و نحن فى الإعدادية كانت بنت هادئة جدا جميلة و رقيقة توفت يوم 25 سبتمبر 2000 و توفى أخوها الأصغر بعد وفاتها ب 47 يوم إى بعد الأربعين بأسبوع، تذكرت ياسر محمد يحيى أتذكر جيدا وجه والده الأستاذ محمد يحيى و أهله يوم العزاء الذى كان فى مسجد الخلفاء الراشدين يوم 38 مارس 2006 كان أول عزاء أحضره فى حياتى، تذكرت أحمد عبد المنصف أحد أعضاء صناع الحياة القاهرة توفى ثالث أيام عيد الفطر و كان صائما فى هذا اليوم و كان هذا اليوم يوم زفافه و لكنه تأجل و سبحان الله يكون هذا اليوم هو يوم وفاته أتذكر أنه فى الأيام الأخيرة قبل وفاته كان مشغولا بعرسه و التحضير له و كان من عادة شباب صناع الحياة أن يصلوا التهجد سويا فإذا به فى ليلة 27 رمضان يأتى لكى يصلى معهم و كأنه كان يودعهم، تذكرت طنط عنايات بنت عمة أمى و أبى (أمى و أبى أولاد عم) كانت رمز للحب و العطاء اللا محدود و العجب أنها توفت يوم عيد الحب (الفلانتين) يوم 14 فبراير 2005 أتذكر صوتها جيدا و حضنها الدافئ و يدها الحنون، تذكرت زوجها "عمو عبد الحميد" الذى لم يحتمل فراقها أكتر من ثلاث شهور فقط .. ذهب إليها لكى يكملا حياة الحب و العطاء معا فى الآخرة، تذكرت عمو حسنين ابن عمة جدتى الذى وعيت على الدنيا وجدته مشلول لا يقدر على الحركة و لا الكلام أسمع ضحكته العاجزة و الدموع فى عينيه كلما رأى والدى و والدتى .. كان يحبهم كثير، تذكرت منى حسنين أبنته التى توفت بسبب السرطان الذى توغل حتى العظام، تذكرت صديق والدى دكتور محمد ناجى المخزنجى أستاذ أمراض النساء و التوليد بكلية طب جامعة عين شمس كان إنسان جميل جدا يحترم عقل كل من يتكلم معه مهما كان سنه أتذكر أننى جلست أتكلم معه فترك أصدقائه و تفرغ للحديث معى و كان عمرى لا يتعدى الخامسة عشر، تذكرت علياء صديقتى التى أبلغتنى بالخبر تذكرت جيدا صوتها منذ سنة و هى تقول لى "ماتت يا منى ماتت" سألتها "من مات" قالت "صاحبتى كانت وافقة جنبى و جاء ميكروبص دهسها.. ماتت يا منى ماتت" .. كان حديثى مع علياء بعد دقائق من الحادثة، تذكرت الكثير ربما هؤلاء من أستطعت أن أكتب لكم عنهم و لكن هناك أكثر بكثير تذكرتهم .. و سيأتى يوم و سأكون ذكرى فى ذاكرة أحدكم أو غيركم .. أدعو الله أن يرحم كل من مات من أعرفهم و لا أعرفهم و أن يرحمنى و يرحمكم معهم.
يبقى سؤال يفرض نفسه على كل مرة أسمع فيها بوفاة أحد ... لو حد زعلان منى مات هعمل إيه؟ و لو انا مت و أنا زعلانة من حد هيكون إيه الحل؟
يارب انا مسامحه كل الناس و ياريت الناس تسامحنى




No comments: